Lemon_34495 🇶🇦
منذ 3 أيام
.
شعور لا مبالٍ
يا جماعة، في موضوع مهم نفسي أتكلم فيه بصراحة: غرق الشباب في فكرة «الحب» والعلاقات الرومانسية لحد ما بقت تملي حياتهم وتسرق منهم حاجات أهم. الأمة الإسلامية حالها دلوقتي مش باين عليه غير إنه فيه أزمات كبيرة — ظلم وقمع للحريات، بعد عن الدين، وجوع وموت ناس بسبب الفقر. و دلوقتي بقي واضح ان في ناس بتحاول تهدم أخلاقنا وقيمنا، وده واضح في بقي واضح في طريقة تعاملنا مع بعض. الأخلاق بين الناس دلوقتي متعبة: رجالة ونسوان متزوجين ومعندهمش استقرار حقيقي، كل واحد بيسعى يسيطر على التاني و عاوزين يكونوا انداد لبعض و الدين بيحث ع الطاعة والاحترام، و دة طبعا في إطار الاحترام المتبادل والاستقرار مش السيطرة، دة غير ان طبيعة الرجال بتخليهم يلاقوا صعوبة في انهم يكونو منقادين، بس ده ما يمنع إننا نطلب ان الطاعة تبقي بالتفاهم والرحمة، وصدقوني لو اصرينا علي الصراع دة ده هنخلي البيوت ساحات معركة بدل ما تكون ملجأ. زمان الستات كانوا سند لبعض — جيران، أخوات، قرايب — كانوا بيساندوا أي أم جديدة أو أي واحدة محتاجة. دلوقتي الاعتماد بقى كله على الزوج، والزوج ساعات لازم يكون كل حاجة: صاحب، أهل، سند و ده بيحط عليه ضغط كبير. كمان في أمر نفسي مهم: الغيرة والحسد والطمع والعند والكبر والبخل — الصفات دي بتشوه العلاقات، ومش عايزين نتهرب منها أو نعتبر كل إحساس مبرر لحد ما يوصل لإيذاء التاني. لو إحساسك مضايقك، رجاءً ماتخليش ده مبرر لنظرة او نبرة او تصرف يئذي الناس. والحقيقة إن الإنترنت والسوشيال ميديا لعبوا دور كبير: خلو الناس أقل احتياجًا للتواصل الإنساني الحقيقي. ممكن تكون قاعد جنب حد و انت بتسكرول ع الموبايل بدل ما تتكلم مع اللي قدامك. ده خلانا نعيش في سطحية كتير، ونخلي الحوارات المهمة بتاعتنا تتبدد في لايكات وتعليقات. المشكلة الأكبر إن كتير من الشباب مركزين على إزاي يتجوزوا أو يلاقوا الحب وكأن ده محور حياتنا. طيب وخلّينا نسأل: إيه اللي هيبني شخصيتنا؟ إزاي هنربي عيالنا؟ إزاي هنحمي ولادنا من المشاكل؟ لو الحب واخد 80% من تفكيرنا وفيه حاجات أهم محتاجة نشتغل عليها. طبعًا إحنا هنصلي استخارة وهنحاول نتعرف في إطار شرعي لما نيجي نتزوج، بس ممكن يكون الموضوع مش مستاهل اكتر من 20% من اهتمامنا، لكن لازم نبص للصورة الأكبر: الأمة محتاجة نصلّح وضعنا الاقتصادي والأخلاقي والاجتماعي. في قوى داخلية وخارجية بتحاول تضعفنا، وواجب علينا نرجع لأخلاقنا ونبني روابط دعم حقيقية بين الناس. وأخيرًا — التاريخ بيروي لنا قصة بتوجع القلب وتعلمنا درس كبير: التاريخ بيحكي إن في زمن الحروب الصليبية، الصليبيين بعتوا جاسوس لأرض الأندلس — اللي كانت في الوقت ده تحت حكم المسلمين — علشان يراقب أحوالهم ويشوف هل ممكن يغزوهم ولا لأ. الجاسوس كان ماشي في شوارع الأندلس، لحد ما شاف غلام صغير قاعد بيعيط، وصاحبه جنبه بيحاول يهدّيه. فاستغرب الجاسوس وسأل اللي واقف جنبه: – «هو صاحبك بيعيط ليه؟ حصل له إيه؟» فرد عليه الولد وقال له: – «هو بيعيط علشان النهارده لما كان بيتدرّب على الرماية، أصاب تسعة سهام بس من عشرة، وكان متعود دايمًا يصيب العشرة كلهم. فعشان كده زعل جدًا». الجاسوس اتصدم من اللي سمعه، وراح كاتب في تقريره للصليبيين: «مستحيل تقدروا تهزموا الناس دي، ما تغزوش بلادهم. دول لسه قلوبهم قوية وهمّتهم عالية، ودموعهم بتنزل على خطأ بسيط في التدريب!». مرت السنين، واتبدلت الأحوال. نفس الجاسوس اتبعت تاني بعد فترة طويلة، علشان يشوف التغييرات اللي حصلت. وهو ماشي في أرض المسلمين شاف مشهد شبه اللي شافه زمان: ولدين قاعدين، واحد فيهم بيعيط، والتاني بيحاول يهديه. فسأل نفس السؤال: – «هو صاحبك بيعيط ليه المرة دي؟» الولد رد عليه وقال له: – «بيعيط علشان البنت اللي بيحبها سابته وراحت لواحد تاني». وهنا الجاسوس ضحك ضحكة خفيفة، وكتب في رسالته التانية لقومه: ((( اغزوهم الآن فإنهم مهزومون ))). القصة دي بتنبهنا إن ضعفنا مش دايمًا في السلاح، ساعات في قلوبنا وفي أولوياتنا.
6
0