يمكن دي أكتر مرة في حياتي أحس فيها إني كنت أعمى. أعمى بحب حقيقي كنت فاكره نادر، ونيّة صافية كنت شايفها في عنيها. كنت فاكر إن التعب له معنى، وإن كل مقابلة شغل وكل خطوة كنت باخدها كانت بتقربني منها. لكن الحقيقة إن اللي كنت بحلم أبنيه، كانت هي شايفاه مجرد فرصة تستفيد منها. وجعتني مش لأنها مشيت، لكن لأنها كانت السبب إن الشغل يضيع، وهي واقفة تتفرج كأن مفيش بينا حاجة كانت حقيقية. حسيت إني اتحطيت في خانة الغلط وأنا الصح، واترميت من لعبة كنت فيها صادق وهي بتلعب. بس برغم كل الوجع، بشكر ربنا إنه كشفها. لأن اللي بيكشفلك حقيقة الناس بيطهّرك من الزيف، وبيفكّك من التعلّق اللي كان هيغرقك أكتر. وساعتها فهمت معنى قوله تعالى: > "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ، وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ." أنا اتعلمت إن الطيبة محتاجة وعي، وإن النية الصافية مش لازم تتقدّم لكل الناس. اتعلمت إن في ناس بتظهر حب، لكن جواها حسابات. والنهاردة، رغم وجعي، عارف إني خرجت أنضف، وأقوى، لأن اللي فقدته كان وهم، لكن اللي كسبته… هو نفسي الحقيقية.

1

1