Carrot_71203 🇪🇬
منذ يوم واحد
.
شعور متوتر
كعادتي، كلما نلت إجازةً من عملي الذي أُجيده حدّ الإتقان، وأكرهه حدّ الألم، أجدني غارقًا في صمتٍ طويل، أنصتُ فيه لأنين ظهري ووجع عظامي النحيلة، كأن جسدي يذكّرني بأن التعب صار سكني الأبدي. وحين تهدأ المدينة وتغفو العيون، أسهر وحيدًا، أبكي على ما انقضى من عمري، أستعيد وجوهًا غابت، وأحلامًا كانت تضيء قلبي فانطفأت. أتذكّر كل ما أهدرته من عمرٍ وثقةٍ وفرح، فأشعر أنّ المستقبل انكسر قبل أن يولد، وأن لا أحد في هذا العالم يدرك وجعي الصامت. أحادث نفسي، كما لو كانت رفيقةً غريبة تسكنني منذ الأزل، فأقول لها: «احمدي الله يا نفس على نعمة الصحة، وعلى القوت اليسير، وعلى سكينةٍ ما زالت تأوينا رغم كل هذا الضجيج.» فتبتسم بمرارة، وتهمس لي كطفلةٍ مدلّلة: «لكننا نستحق أكثر... ألسنا من صبرنا كثيرًا؟» فأجلس قبالتها في محكمة الليل، نحاسب بعضنا بعضًا، نتجادل في الذنوب والأمنيات، هي تطلب، وأنا أعتذر، ثم تبكي كطفلةٍ فقدت لعبتها، فأضمّها إلى صدري علّها تهدأ. وهكذا نمضي، أنا ونفسي، في معاركنا الصغيرة، نبحث عن مخرجٍ لا نبلغه، نتعب، فنضحك كمن يسخر من جراحه، ثم نغفو معًا على وسادةٍ من الندم...
3
2