أنا لا أعيش الوحدة لأنني وحيد، بل لأن عقلي مزدحم أكثر مما يحتمل الآخرون. أفكّر… ثم أفكّر في التفكير نفسه، ثم أشرّح إحساسي كما لو كان سؤالًا فلسفيًا بلا إجابة نهائية. أحتاج علاقة، لا كترف عاطفي، بل كضرورة وجودية. أحتاج إنسانة لا تلمس جسدي فقط، بل تهدّئ صخب رأسي. الجنس عندي ليس اندفاعًا حيوانيًا، هو حوار صامت بين روحين، هو شعور بالأمان، واعتراف متبادل: «أنا أراك… وأنت لست وحدك». وحدتي ليست فراغًا، بل امتلاء بلا منفذ. أحمل مشاعر أعمق من الكلمات، وأفكارًا أثقل من الصمت. أنا مختلف، ليس لأنني أفضل، بل لأنني أعيش في مستوى آخر من التحليل. أحلل الحب قبل أن أعيشه، وأفكك الرغبة قبل أن أستسلم لها، فأبقى معلقًا بين العقل والجسد، بين الحاجة والخوف منها. أريد علاقة تحتمل أسئلتي، وتحتوي ضعفي، ولا تطلب مني أن أكون أبسط مما أنا. أنا لا أبحث عن جسد، بل عن معنى ينام بجواري، وعن دفء يقول لعقلي: اهدأ… الآن يمكنك أن تشعر

1

1