في واحدة دخلت حياتي بهدوء… بس أثّرت فيّ بطريقة محدش قبلها عرف يعملها. كلامها لمسني من جوّا، مش من برّا… كأنها كانت شايفة حاجات جوايا أنا نفسي مكنتش عارف أوصفها. قالتلي إني محترم… وإني طيب… وإني مش قليل… وإني استاهل الخير، وإني مش لازم أسمح لحد يقلّل مني أو يكسّرني. الكلام ده ماكنش مجاملة. كانت بتكلّمني بصدق… بروحها، مش لسانها. كانت بتشوف فيّا اللي أنا فقدت الإيمان بيه من زمان. هي عرفتني يعني إيه حد يشجعك من غير ما يطلب حاجة… ويفهمك من غير ما تحكي كتير… ويشوف قيمتك من غير ما تلمّع نفسك قدامه. أنا اتأثرت… اتأثرت لأنها كانت صريحة معايا، وبتديني قوة أنا كنت محتاجها. اتأثرت لأنها شايفاني بني آدم يستاهل يتحب ويتصان… مش مجرد محطة في حياة حد. أكتر كلمة هزّتني لما قالت: "أوعى تتغير… خليك طيب وحنين زي ما أنت." الجملة دي دخلت قلبي زي سهم… سهم وجعني… بس صحّاني. لأنها كانت أول حد يخاف على الطيبة اللي جوايا، أول حد يشوف إن قلبي حاجة تتقدر… مش حاجة تتباع ببساطة. هي علمتني أحب نفسي… علمتني أشوف مميزاتي اللي كنت ناسيها… علمتني إن مش كل الناس بتيجي عشان تجرح… في ناس بتيجي عشان تداوي، حتى لو ماكملوش في حياتك. وأنا لسه فاكر كل كلمة قالتها، ولسه حاسس بأثرها جوايا. مش علشان هي بس… لكن علشان الكلام ده كان أول مرة حد يخلّيني أحس إني غالي… وإني أتقيم… وإني أستاهل. ويمكن هو ده اللي كان لازم أقوله من الأول: إن اللي قالته ماعدّاش، ولا هيمشي من قلبي بسهولة… لأنها، من غير ما تقصد، كانت أهم درس… وأجمل أثر.

3

3