أجمل ما في الحياة أنها تنتهي.. تجاوزت الخوف الفطري من الموت عندما رأيته يحدث في كل شيء، في البداية كنت أفهم أنه المصير الحتمي، وأن من يعبرون تلك البوابة يقفون بين يدي الرحمن فيحاسبهم على كل كبيرة وصغيرة ويكون مصيرهم إلى الجنة أو النار، وكأن الرحمن يقف ممسكا بعصا هي مصدر سلطته الوحيد.. تعلمت المشي داخل الحائط خوفا من أن يزعج ظلي أحدًا.. وعرفت التمرد حتى كسرت كل الأفكار، وكلاعبي الشطرنج، وضعت لنفسي النهاية بعد أن غلبت الجميع.. فتمردت على التمرد ذاته.. لا أدرى ما الذي يجعل الموت يتأخر هكذا وما الذي يجعل الحياة تطول! اللحظات تموت بولادة أختها، الأيام تموت بدخول الليالي، والليالي كذلك تموت.. فلتكن المواجهة إذن.. ما يجعل الحياة تعيسة هو انتهاء الفرح، وما يجعلها سعيدة هو انتهاء التعاسة. أذكر جيدا هذا الحوار بيننا عندما تسائلت متعجبًا ما الجدوى من الحياة! فقال لي لا شيء قم وانتحر الآن.. شعرت وللمرة الأولى في حياتي بدهشة واستغراب قبل الخوف.. -ولكني أحب نفسي. = فلتكن هي جدوى حياتك إذن. لم أستطع أن أصرخ في وجهه، أن أقول بكل طاقتي أنا أكرهك، أعرف أن الدواء مر، وأن الطبيب يجرح رحمة لا تعذيبا.. ولكن ألا يمكن أن تكون الحقيقة مغلفة؟ الآن أعرف كل شيء عن شيء، وشيئا عن كل شيء، ماذا بعد؟ هل يجرؤ أحد على الإجابة، أم أنه كان تحديا غير متكافئ الطرفين.. أتعبني غيابك كما أتعبك.. الوقت وحده من يعرف كيف يمر بي، وكيف تمتد الثانية لتصبح شهورا، كأنها تأبى أن تمر.. كان صوتك ولم أعرف ماذا علي أن أفعل، كان قلبك ولم يكن قط يتوقع القسوة.. كنت أنت،، والآن أبحث عني

0

2