بجد أكتر ناس بكرهم هم اللي كل ما يشوفوك يسألوك نفس الأسئلة كأنهم شريط متسجل: امتى هنفرح بيك؟ امتى تشتغل في بنك؟ امتى تشتغل في شركة دولي؟ امتى تتجوز؟ امتى تخلف؟ امتى تبقى راجل؟ ولا حد فيهم وقف ثانية يفكر إن السؤال نفسه تقيل، وإن تكراره بيوجع أكتر من أي إجابة. كأن حياتك ناقصة حاجة، وكأنك متأخر عن السباق، وكأن الرجولة شهادة لازم تطلع في معاد محدد وإلا تبقى فاشل. أنا مش شكّاي ولا بكّاي، ومش بدوّر على شفقة من حد. أنا تعبت، آه تعبت، والتعب ده مش ضعف. تعب من المقارنات، من الإحساس إنك طول الوقت تحت تقييم، من إن الناس شايفة النتيجة ومش شايفة الطريق. مش كل واحد اتكتب له يبدأ من نفس الخط، ولا كل حلم ليه نفس المعاد. في ناس وصلت بدري ووقعت، وفي ناس اتأخرت ووصلت صح. بس المجتمع مش عايز يسمع الكلام ده، عايز شكل واحد للحياة، ولو خرجت عنه تبقى مشكلة. الرجولة مش بنك ولا شركة دولي ولا جواز ولا خلفه. الرجولة إنك تفضل واقف رغم الضغط، إنك تحاول تاني بعد ما تقع، إنك متخونش نفسك عشان ترضي الناس. أنا مش متأخر، أنا ماشي بطريقتي. ولو الطريق طويل، فده مش عيب. العيب إنك تعيش حياة مش حياتك عشان ترضي غيرك.

4

1