في وسط الزحمة والضغوط والناس اللي بتتغير كل يوم، في حقيقتين مالهمش تالت… حقيقتين ثابتين مهما اختلفت الدنيا واتبدلت القلوب وتشقلبت المواقف: ربنا… والموت. ربنا هو الثبات الوحيد اللي ما بيتبدلش، اللي شايف كل نيتك وتعبك ووجعك، اللي عمرك ما تلجأ له ويخذلك، واللي وجوده في حياتك بيخليك فاهم قيمة نفسك، ورافع راسك حتى لو العالم كله بيحاول يقلل منك. أما الموت… فهو الحقيقة اللي بتفكرنا إن عمرنا أقصر من إننا نضيّعه في ناس بتستنزف طاقتنا، أو علاقات بتكسرنا، أو مواقف بتسحب من روحنا أكتر ما بتديها. ولما تفهم الحقيقتين دول، هتعرف إننا مش جايين نربي الناس ولا نصلّح طباع حد، ومش مطلوب منك تشرح أو تبرر أو تحارب علشان حد يفهم قيمتك. اللي عايز يفهم، هيشوف… واللي مش شايف، مش دورك تفتح له عينه. في الآخر، كل واحد بيمشي في طريقه، وكل واحد هيتحاسب على نفسه… وإنت أهم حاجة عندك إنك تكون صادق مع ربنا، وصادق مع نفسك. خليك ثابت… خليك هادي… وخلي الناس على جنب. الدنيا مش مستاهلة حد يكسر شعورك، ولا كلمة تغيّر مبادئك، ولا موقف يهزك. الحقيقة المطلقة إن ربنا موجود… وإن الموت جاي… وما بين الاتنين دول، عيّش بكرامتك، وامشِ مع اللي يستاهل، وسيب الباقي على الله.

7

2