النهارده كان يوم صعب… يوم حسّسني قد إيه الشغل ممكن يضغط على البني آدم ويكسره لو مفيش مساحة إنسانيته تتشال في الاعتبار. أنا معترف… آه، غلطت في شغلي. قصّرت في مهامّي. تأخرت في حاجات كان لازم تتعمل أسرع وأدق. ودي غلطات أنا مسؤول عنها، ومش ناوي أتهرّب منها ولا أدور على شماعة. الاعتراف مش مشكلة عندي… بالعكس. أنا شايف إنه أول خطوة للإصلاح. لكن… اللي حصل النهارده كان أكبر من “مناقشة شغل”. الأسلوب كان قاسي… جارح… فيه إهانة مش لازم تحصل حتى لو أنا غلطان. اتقال كلام صح، لكن اتقال بشكل غلط. صوت عالي، لهجة حادة، إحساس إنك متحطوط في زاوية، وإن كل خطأ بيتحوّل لحُكم عليك كشخص… مش كموظف. وده اعتراض واضح مني: الاحترام مش مكافأة، الاحترام حق. ولا الغلط مهما كان حجمه يدي مبرر للإهانة. وجعني كمان إن الناس اللي كنت فاكرهم سند… وقفوا يتفرجوا. حد عمل وش خشب، حد طنّش، وحد كمل يومه عادي. وده كشف لي إن مش كل الناس بتشوفك زي ما إنت شايفهم. مش كل الناس بتحس بوجعك. ولا كل الناس مستعدة تقول “كفاية… نهدّي الكلام”. أنا اعترف بخطئي… لكنني أرفض طريقة التقليل منّي. ورافض أحمّل نفسي أكتر من طاقتي. ورافض إن يوم واحد يخليني أشوف نفسي بشكل مش حقيقي. أنا مش كامل… بس ليا قيمة. وليا حق في الاحترام… حتى وأنا بغلط. يا ريت اللي يرد عليا حد ناضج

1

1